التعصب بالرأي ؟

تصيبني الحيره حينما يتحول الحوار بقدرة قادر من حوار هادف وراقي إلى سب وشتم وهمز ولمز

بدون مقدمات وأي سبب وجيه تجد بأن الشخص الآخر أرتفع صوته وأنتفخت أوداجه فجأه

وكثير هي المشاهد التي نراها دائماً سواءاً على الشبكه العنكبوتيه أو خارجها

ولندع الأمور التي تحدث معنا خارج محيط الإنتر نت فالحوار هناك يختلف عن الحوار هنا

أريد أن أحصر الموضوع قليلاً في نقطه بسيطه وهي

أنه حينما تقوم بطرح فكره موضوع أو تكتب رأيك في شئ معين

لابد وأن تعلم وتقر بأن هناك من سوف يختلف معك

فهذه سنة الله في خلقه فقد قال الله سبحان وتعالى

(ولايزالون مختلفين (+) الا من رحم ربك ولذلك خلقهم)

هكذا خلقنا الله نختلف في مفاهيمنا ومواهبنا وأفكارنا ولهجاتنا

فالخلاف باقي شئنا أم أبينا

وكلنا نعلم ذلك ولا إختلاف أبداَ على هذا

الحوار فن لايتقنه إلا العقلاء الذين وهبهم الله الصبر والحلم والحكمه

وله أقسام وفروع ولا نريد أن ندخل في تفاصيلها وفروعها وآدابها

إنما فقط أطلب من نفسي ومن أخواني الأعضاء بأن يتجرد كل عضو من التعصب في الرأي

فأنت تعلم بأن هناك من سوف يخالفك في الرأي بناءاً على ماذكرته سابقاً

إذاً لاتعتقد أبداً بأن الجميع سوف يختلفون معك بأدب ..

فهناك من سوف يسب ويشتم ويلعن ..

فلا تجعل الحل مع أمثال هؤلاء هو أن تسبه كما سبك وتلعنه كما لعنك

وكأنك بهذا تريد أن تظهر لنا مدى رجولتك وقوتك

بل كن خلوقاً ومأدباً فأنت بقدر ماتحترم الناس يحترمونك

فمن سبك قل له كلمه طيبه فالله سبحانه لايظلم عبيده وسوف يعوضك بالمكانه والعزه

والناس دائماً تقف من المشتوم ولا تقف مع الشاتم حتى ولو كان الثاني على حق

فلو قمت بطرح موضوع وذكرت فيه رأيك بكل شجاعه وقوه

وقال لك أحد الأعضاء ياخي أنت ماتفهم أنت فيك كذا وكذا وكذا

يعلم الله أنني أبتسم حينما أرى مثل هذه الردود وأضحك حينما يغضب الطرف الآخر منه

أتركه خله يسب ويلعن ويزبد ويرعد فليس هناك من سوف يتعب إلا هو ..

وأنتبه تخربها

ولنا في عمر بن عبدالعزيز أسوه فهو خليفة المسلمين وحكم 22 دوله

كان ذات ليله يتفقد أحوال الرعيه وكانت السرج مطفأه

وبينما هو وأحد حراسه بالقرب من مسجد بني أميه داس بقدمه رجلاً نائم فقام الرجل وقال

هل أنت حمار ..؟

فقال عمر بن عبدالعزيز

لا لست حماراً

فغضب الحارس الشخصي لعمر بن عبدالعزيز فرفع يده يريد أن يضرب هذا الرجل
الذي شتم خليفه الملسمين وهو الذي خرج منتصف الليل يتفقد أحوال رعيته
يبحث عن المحتاج فيقضي حاجته
ويأتي هذا بكل بذائه وصفاقه ويقول أنت حمار
فمسك عمر بيد الحارس فقال
لماذا تغضب
الرجل يسأل
هل أنت حمار فقلت له لا لست حماراً

أيضاً وحتى لا أطيل عليكم

أريد أن أخاطب الأعضاء

الذي يدافعون عن الدين ورموز الدين بالصراخ وتقطيب الوجه

يامن تدافع عن دينك أنت صاحب حجه وبصيره ودليل

فلماذا الغضب والله يقول في كتابه الكريم ( وجادلهم بالتي هي احسن )

فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام

< إن الله رفيق يحب الرفق , وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف >

فها هو فرعون طغى وتكبر وعاث في الأرض فساداً

وليس هناك من هو أشر منه على وجه هذه الأرض

بل إنه علا وتكبر ونازع الله في حكمه فقال (( أنا ربكم الأعلى ))

ورغم كل هذا خاطب الله نبينا موسى عليه السلام وأخيه هارون

في قوله تعالى

(( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ))

إذاً الله يطلب من موسى أن يخاطب فرعون ويقول له قولاً ليناً
وأنتم بمجرد أن تشاهدون عضو آخر له رأي
في فروع الدين وليست الأصول
في الجزيئات وليست في الكليات
إلا وتكالبتم عليه وكأنه شذ أو خرج عن الدين
وتخاطبونه بكل عنف وقسوه

بودي أن أسترسل كثيراً في هذا الموضوع
لأنه فعلاً يزعجني كثيراً
ولدي يقين تام
أننا لن نتطور ولن نتقدم وسوف نظل متأخرين دائماً
إذا لم نستطيع أن نتعايش مع بعضنا البعض

شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لكم ... لكم مني أجمل تحية .

والله كلامك طيب وجميل

ويا ريت الكل يكون عنده صبر في التعامل مع الناس
وان يتقبل آرآئهم وتعليقاتهم
يسلموااااااااااااااااااااااا