السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم : " ياأيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً " صدق الله العظيم .
وفى الحديث الشريف بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء .
قبل أن أبدأ نقدى للموضوع دعونى أوضح أمراً هاماً لكل أخت مسلمة وهو أن الحجاب فريضة عليكى ياأختاه تماماً مثل أى فريضة أخرى فرضها الله عز وجل عليكى فأنتى مأمورة به , وهو أمر فرضه الله عز وجل عليكى تماماً مثل الصلاة والزكاة والصوم .
ومن الواجب عليكى أختى المسلمة أن تقولى سمعنا وأطعنا , فهذا هو أساس الايمان السمع والطاعة لله والرسول .
إذاً أختاه حجابك ليس لبساً يفرضه المجتمع عليكى بل هو فريضة فرضها الله عز ول عليكى تأثمين إن تركتيه , ليس لكى مبرر إن خلعتيه وارتديتى غيره من الثياب تحت أى مسمى .
إن الاسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق , ولقد اهتم الاسلام اهتماماً كبيراً بالشخصية المسلمة سواء كانت هذه الشخصية رجل أو امرأة , بل واعتلى قدر المرأة المسلمة فى الاسلام علواً لم تجده المرأة فى مكان أخر وفى أى ثقافة أو دين آخر .
ولقد حرص الاسلام على عفة المرأة المسلمة ففرض عليها الحجاب حتى لا تتعرض لأهواء ومغريات الرجال ولا تصبح فتنة لغيرها , أو تكون حُبالة من حبائل الشيطان .
ولقد نفذ المسلمون الأوائل ما أمرهم ربهم وقالوا سمعنا وأطعنا ولم يجادلوا بل آمنوا بما أمرهم ربهم وشرعه نبيهم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
ولكن هذا الشرع وهذه العفة التى قلما نجد أى دين أو ثقافة أخرى توفرها لنسائها , قد أرق أحلام ومضاجع المنافقين والعلمانيين وأعداء الدين , ومن نسميهم فى مجتمعاتنا بالمثقفين والتنويرين الذين ارتوا من ثقافة الغرب وأخلاقه العفنة التى أطلقت العنان لشهواتهم الجسدية وجعلوا المرأة سلعة يستغلونها كيفما شاءوا وقتما شاءوا .
من هنا أرادوا أن يجعلوا المرأة المسلمة تماماً مثل المرأة الغربية متحررة ومتبرجة ومتحللة من كل قيمها ودينها .
ومن هنا شنوا حملة عنيفة على رداء المرأة المسلمة ألا وهو الحجاب , وفى ظل غياب الوعى الدينى والتأسيس الاسلامى للبيت المسلم فى ظل تفريط كبير من جانب الاعلام والسياسة والتعليم فى حق التربية المسلمة لكل أفراد المجتمع المسلم , فأصبح التبرج ليس شيئاً غريباً بل هو تقدم فى نظر هؤلاء وأن البنت لا بد أن تكون جميلة المظهر طيبة الرائحة رشيقة القوام ولا تكتم زينتها , هكذا يريدون الفتاة المسلمة أن تصبح كذلك .
وللأسف اتبع الكثير من المسلمين ممن غرر بهم هؤلاء هذا المنهج التبرجى السافر لفترة كبيرة بل وربطوا هؤلاء كثيراً بين مشاكل المرأة وربطوها بالحجاب .
ولكن فى ظل الصحوة الاسلامية وفى ظل نشاط الدعاة العاملين , واستمراراً لخيرية الأمة التى أخبر عنها نبينا بأنها لا تنضب فقد عاد الكثير من المسلمين لرشدهم واتبعوا سبيل ربهم .
وهنا أصبح المنافقون فى وضع حرج كيف يتركوا هؤلاء يعودوا هكذا , فبدأوا يضعون السم فى العسل , فبدأوا فى عمل حجاب الموضة وغرروا الكثير من المسلمات به وجعلوا المرأة المسلمة ترتدى حجاباً ليس له دخل بالحجاب , بل وجعلوا الممثلات وفتيات الاعلانات يقوموا بترويجه ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وبدأت دعاوى هؤلاء تخرج فهاهو ممثل كبير يقول بملء فمه إن المسلمة المحجبة معاقة ذهنياً لأنها ترتدى الحجاب , والله قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر .
وبدأ هؤلاء فى نشر ثقافة مغايرة تماماً لثقافتنا وقيمنا الاسلامية , فبدأوا هؤلاء فى الجامعات ووسائل الاعلام يقنعوا الفتيات بأنهم طالما أنهم يرتدون لبساً محترماً فهم لايفعلون منكراً أو يخطأون , وبغض النظر هل هذا اللبس هو متوافق مع الشرع أم مخالف له .
ولقد اقتنع كثير من بنات المسلمين بهذا الكلام , وللأسف هن والله فى خطر عظيم فوالله مهما قالوا لكم ياإخواتى فدعكى منهن وألجأى إلى ربك , هؤلاء يريدون لكى الضياع والدمار هم يخططون لضياعك وتدميرك لأنهم يعلمون قدركى عند ربك .
أختاه فلتقفى عند الحد ولتجتنبى النهى وكونى مسلمة حقة محبة لله ولدينها ولتطلعى على ما أمرك به الله فهو يحبك ويريد لكى الخير والفلاح , ولا تتبعى دعاوى الباطل وأهله فهم بحقدهم يريدونك أن تكونى متبرجة لجهنم حطباً.
أعتذر للإطالة فى المقدمة قبل الإجابة ولكنى أراها ضرورية لتوضيح وجهة نظرى
من خلال هذه المقدمة وهذا التوضيح , أستطيع أن أجيب على أسئلة الموضوع كالتالى :
إن الحجاب فريضة وليس عادة تأثم المسلمة إن خلعته أو لم ترتديه , فهى تخالف أمراً أمرها به ربها .
النقاب أراه ضرورى جداً فى هذا الزمان لمن تريد أن تعف نفسها وتحفظ نفسها أكثر من عيون الناس , فالنقاب كله خير كم يرد سهام من أعين مليئة بالغدر والخداع والمكر .
والحجاب أو النقاب تماماً مثل الصلاة بالنسبة للمرأة , لذلك من يقول بأنه تخلف أو أن المرأة المنتقبة أو المحجبة بها خلل ذهنى أو ضعيفة فوالله ما أعتبره إلا منافق يخالف أمراً صريحاً فى الدين .
من قال أن الحجاب الشرعى تخلف أو رجعية فعليه أن يوضح رأيه بصراحة فهو لا يوجه رأيه للحجاب بل يوجه رأيه للإسلام .
ثم أنى استغرب أشد الاستغراب من الذين يربطون المرأة المحجبة أو المنتقبة بالجلوس فى البيت وعدم مجاراة الحياة وغيرها , لماذا كل هذا هل لأنها ارتدت حجاب أو نقاب أى هبل هذا وأى حكم هذا .
أريد أن أسأل هؤلاء إن الحجاب ترتديه راهبات الكنائس عند النصارى لماذا لا يطلق عليه تخلف .
كما أنى لا أؤيد ولا أرضى بأن أربط سلوك المحجبة بالحجاب , فبعض الفتيات يقولون هناك بعض المحجبات يفعلون أمور خاطئة , والبعض منهم يقول هناك البعض يتخفى باسم الدين فى الحجاب , فأقول لهؤلاء إن العيب فيم وليس فى الحجاب وهذا ليس مبرراً كى لا ترتدين حجابك أختاه .
وأود أن أؤكد لكل أخت مسلمة الحجاب ليس لبس تلبسينه وانتهى ...لا ... بل هو سلوك تلتزمين به , فلابد أن تحجبى قلبك وسمعك وبصرك وفكرك عن كل ما خالف الشرع , وحتى لا تكونى فتنة لغيرك وسبباً فى إبعاد الكثيرين عن ارتداء الحجاب .
فى النهاية أختم بأبيات شعر أراها تناسب الموضوع :
إنا سمعنا أختنا شيئاً عجاب
قالوا كلاماً لا يسر عن الحجاب
قالوا خياماً علقت بين الرقاب
قالوا التخلف والتردى فى النقاب
قالوا ظلاماً حالكاً بين الثياب
قلوا التخلف والتردى فى النقاب
ياأختنا هم ساقطون بغيهم نحو التراب
ياأختنا أنتى العفيفة والنزيهة بالحجاب
ياأختنا فيكى العزيمة والنزاهة والثواب
ياأختنا هم سافلون بغيهم مثل الكلاب
فالنار مثوى الظالمين لهم عقاب
والله يحكم بينهم يوم الحساب
والجنة المأوى فياحسن المآب
شكراً لك وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً
تقبل مرورى واعتذر للإطالة