وجه عدد من العلماء المسلمين وقيادات بالكنائس المصرية الثلاث انتقادات حادة للطرق الحكومية في التخلص من الخنازير وهي ما زالت "حية"،
ووصفوا قيام الجهات المعنية بإعدام الخنازير عن طريق إلقاء مواد كيماوية حارقة عليها، ثم دفنها في الجير، بـ "الأسلوب الهمجي والوحشي".
وكانت صحيفة "المصري اليوم" انفردت بكشف وقائع إعدام ودفن الخنازير حية، مدعمة بالصور والفيديو وهو الأمر الذي أثار ردود أفعال ساخنة، إذ أكد رجال الدين أن الشريعة الإسلامية لا تبيح ما يحدث، فيما أخلى أمين أباظة وزير الزراعة، مسؤوليته.
ووصف الدكتور محمود مهنى، رئيس جامعة الأزهر في أسيوط، إعدام الخنازير بمواد كيماوية بأنه مخالف لتعاليم الدين الإسلامي، فيما وصفه الدكتور منيع عبدالحليم، عميد كلية أصول الدين، بأنه أمر يسيء للإسلام في الخارج.
وأكد القمص متياس نصر منقريوس، كاهن كنيسة العذراء، بعزبة النخل، أنه مازال على رأيه بأن قرار التخلص من الخنازير تشوبه الطائفية.
وتساءل منقريوس : "لماذا يُعدم حيوان بريء دون ظهور أي مرض به، خاصة أن كل المنظمات العالمية المعنية بالصحة، أكدت أن انتقال فيروس أنفلونزا الخنازير من إنسان إلى إنسان أسرع من الحيوان إلى الإنسان؟"، مشيراً إلى أن بعض الدول التى ظهر بها المرض لا يوجد بها أي خنزير.
وأكد أن طريقة تخلص الحكومة من الخنازير عشوائية وغير مقبولة إنسانيا، وقال: "الخنزير أحد مخلوقات ربنا، ولا يمكن أن يعامل بهذه الوحشية".
طريقة التخلص من الخنازير تظهر وحشية في التعامل مع كائن حي
وأيد الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية، كلام القس منقريوس، وقال: "طريقة تخلص الحكومة من الخنازير طريقة مؤسفة تظهر وحشية في التعامل مع كائن حي، وتخلق نوعا من العنف، وتجرح المشاعر".
وأشار لمعي إلى أن الدول المتحضرة تقوم بتخدير الحيوانات قبل ذبحها أو إعدامها حتى لا تتألم، لأنها كائنات غير عاقلة ولها حقوق علينا.
وشدد لمعي على أن أبسط القواعد الإنسانية والدينية هي الرفق بالحيوان، ولا يمكن أن ندعى التدين في كل لحظة وعندما نعبر عن أنفسنا يكون بهذا التوحش الدموي.
ووصف الأب رفيق جريش منظر إعدام الخنازير وهى حية بأنها "تصعب على الكافر"، وقال: "الحكومة تتعامل مع الأزمة بعشوائية وعدم تنظيم". في الأثناء، أعلنت منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان عزمها التظاهر في نفس توقيت زيارة الرئيس مبارك إلى أمريكا.
وتعتزم هذه المنظمات تقديم شكوى ضد الحكومة المصرية إلى المنظمة العالمية للصحة الحيوانية في باريس، ما قد يسفر عن عقوبات أخطرها اتخاذ موقف بوقف تصدير الحيوانات الحية إلى مصر.
من جانبه، قال أمين أباظة، وزير الزراعة المصري، "إنه لا يملك معلومات عن تلك الوقائع، وإنه سيجري اتصالات مع المحافظين لوقف تلك الممارسات المحظورة قانوناً، وأضاف: "مصر دولة حضارة، ولن نسمح لقلة من المخالفين بالإساءة إليها".
إعدام الخنازير بمواد كيماوية
ورصدت " المصرى اليوم " بالصوت والصورة الإجراءات التي تنفذها الأجهزة، لإعدام الخنازير حية، باستخدام مواد كيماوية من مخلفات المصانع، ثم دفنها باستخدام الجير الحي.
وتبدأ الرحلة من زرائب الخصوص، حيث تنقل الخنازير إلى سيارات نقل كبيرة، وسط صرخات ودعوات أصحاب الحظائر، وتستغرق رحلة السيارات حوالي 3 ساعات للوصول إلى منطقة الإعدام، يتخللها نقل الخنازير إلى عربات اللوري.
ويمثل مشهد النقل إلى اللورى أول المشاهد ثقيلة الوطأة، إذ تفتح أبواب عربات النقل الخلفية وتدفع الخنازير بالعصى إلى رافعة اللوري، فيما يبادر بعض العمال إلى حمل الخنازير وإلقائها متراكمة فوق بعضها، ويرتفع صوت الحيوانات غير القادرة على التنفس، فيما يدهس كبيرها صغيرها.
ويمتلئ اللوري بـ 400 خنزير في المتوسط، لينتقل إلى المدفن الصحي في أبوزعبل، حيث تلقى على الخنازير داخل اللواري مادة تشبه الرمال الناعمة من مخلفات مصانع "الشبة" ويعلو صوت تألم الخنازير من أثر المادة الحارقة، حتى يخمد تماماً، ويستغرق الأمر حوالى 30 أو 40 دقيقة حتى تموت الحيوانات، لتلقى بعد ذلك في الحفر، وبعضها منتفخ أو ممزق الأحشاء، وتغطى الجثث بمادة الجير الحي قبل أن تردم.
الصور الحصريــــة